القصيدة العينية
السهيلي أبو القاسم وأبو زيد عبد الرحمن بن الخطيب أبي محمد بن عبد الله بن الخطيب أبي عمر أحمد بن أبي الحسن أصبغ بن حسين بن سعدون بن رضوان بن فتوح الخثعمي السهيلي الأندلسي المالقي ،حكى القاضي ابن خلكان: أنه أملى عليه نسبه كذلك.
الإمام اللغة والنحو المؤرّخ ،حافظا للرجال والأنساب، عارفا بعلم الكلام والأصول، حافظا للتاريخ، واسع المعرفة وصاحب الاختراعات والاستنباطات، مع قطانة فائقة وشهامة زائدة، تصدر للإقراء والتدريس والحديث وبعد صيته وجل قدره جمع بين الرواية والدراية ،أخذ القراءات عن سليمان بن يحيى وسمع ابن العربي ولازمه وابن الطراوة وابن عربي الحاتمي وغيرهما أخذ عنه الناس وانتفعوا به منهم أبو محمَّد عبد الله بن حوط الله،وكانت وفاته يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة.
له شعر كثير وتصانيف ممتعة منها:
- الروض الأنف في شرح سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن إسحاق دل على سعة حفظه ونباهة علمه استخرجه من نيف على المائة وعشرين ديواناً
- التعريف والأعلام فيما أبهم من القرآن من الأسماء والأعلام
- نتائج الفكر
- شرح آية الوصية في الفرائض
- كتاب في رؤيا الله عزّ وجل والنبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم
قال السخاوي في البلدانيات ص 140 :"وأخبرني بها أبو أحمد عبد الرحيم بن الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن محمد اللخمي بقراءتي أنا أبي أنا أبو النون الدبوسي عن أبي محمد عبد المنعم بن رضوان أنشدنا أبو القاسم السهيلي لنفسه إجازة من المغرب مما كتبه عنه أبو الخطاب بن دحية الحافظ وذكر قائلها أنه ما سأل الله بها أحد شيئا إلا أعطاه إياه :
يا من يرى ما في الضمير ويسمع
أنت المعد لكل ما يتوقع
يا من يرجى للشدائد كلها
يا من إليه المشتكي والمفزع
يا من خزائن رزقه في قول كن
أمنن فإن الخير عندك أجمع
مالي سوى فقري إليك وسيلة
وبالافتقار إليك فقري أدفع
مالي سوى قرعي لبابك حيلة
فلئن رددت فأي باب أقرع
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه
إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لجودك أن يقنط عاصيا
الفضل أجزل والمواهب أوسع
".اهـ
قال جلا الدين السيوطي في بغية الوعاة 2/82 :رأيت بخط القاضي عز الدين بن جماعة :وجد بخط الشيخ محيي الدين النووي ما نصه :" ما قرأ أحد هذه الأبيات و دعا الله تعالى عقبها بشيء إلا استجيب له".اهـ
و جعلها يحيى بن موسى الأردبيلي من جملة أوراده كذا في الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة 2/225.
القصيدة كاملة:
يــا من يرى مـا في الضمـــير ويســمع
أنت المُعـــدّ لكل مــا يُتــــــــــــــوقّــــــع
يا مـن يُـــرجّى للشّــــدائــد كُلّــــــــــــها
يـــا من إلـــــيه المُشــــتكى والمــفــزعُ
يــا من خــــزائن رزقـــــه في قــول كــن
أُمــنن فــإنّ الخــــير عندك أجمــــــــــــعُ
مالي سِــــوى فقري إليــك وســــــــيلــــةً
فبالافتقــــار إليـــك فقــــري أدفـــــــــــــعُ
مالي سِـــــوى قرعـــي لبــابــك حيــــــلـةَ
فــلإن رُدِدتُ فـــأيَّ بــــابٍ أ قـــــــــــــــرعُ
ومــن الــذي أرجــــو فــأهتـــفُ باســــمِهِ
إن كـــان فضــــلك عـــن فـقــــيرك يُمنـــعُ
حـــاشــــا لِفـضــلك أن تُــقنِّــط عــاصِيـــاً
ألفــضلُ أجــــزلُ والمـــــواهِــبُ أوســـــعُ
بالـــذُّلّ قــد وافــيت بــــــابك عــــــالمــــاً
أن التّــــذلُّل عند بـــــابــك ينفــــــــــــــــعُ
وجــعلـــــت معتمـــــدي عليــــك تــــــــوكّلا
وبســــطتُ كفّـــــي ســـــائِلا أتـــــــضـــرّغُ
فاجــــعـــل لنــا من كـــلّ ضـــيقٍ مخـــــرجاً
والطُــــف بنــــا يــامن إليـــــه المـــــــــرجِعُ
ثُــــمّ الصّــــلاةُ عــلى النّـــــبيًّ وآلــــــــــهِ
خــــيرُ الأنـــــــــــــــامِ شــافِعٌ ومُــشـــفّـــعُ
،ولأنّ القصيدةَ رائعة،فقد حَظيتْ باهتمامِ الشعراء ،فقام كثيرٌ منهم بتخميسها وتشطيرها،حتى وصلَ عددُ تخميساتِها إلي أحدَ عشَر تخميسا.
- التخميسُ: هو أنْ يضيفَ شاعرٌ ما ثلاثةَ أشطُرٍ من كلامه إلي بيتٍ لشاعر آخر،فيكون مجموع أشطر البيت خمسة،وهذا هو التخميس.