تلخيص أسرار الاسم (( هو ))

تلخيص أسرار الاسم (( هو ))

مما ذكره الإمام فخر الدين الرازى فى تفسيره (مفاتيح الغيب)

1- إقرار العبد على نفسه بالدناءة والعدم.

2- إقرار بأن كل ما سوى الله تعالى عدم محض ونفي صرف.

3- الاستغراق في معرفة الله تعالى.

4- إقرار بأن الله هو الممدوح لذاته بذاته فهو ثناء على الله بهويته صاحب الكمال الأعلى والجلال الأعظم.

5- الشوق إلى الله وهو ألذ المقامات.

6- نهاية في التوحيد وهو أعظم المقامات.

7- توجيه لحدقة العقل والروح إلى الحضرة القدسية.

8- الغيبة عن كل ما سوى تلك الهوية والعزلة عن الالتفات إلى شيء سواها.

9- كفاية الله لذاكر الاسم مهمات الدنيا والآخرة.

10- جعل قلب الذاكر وفكره مشغولا بمعرفة أشرف المعلومات وجعل لسانه مشغولا بذكر أشرف المذكورات.

11- هو: أعظم الأذكار لخلوه عن الإشعار بالسؤال والطلب .

................................................................................

قال الإمام فخر الدين الرازى فى تفسيره (مفاتيح الغيب):

واعلم أن لفظ هو فيه أسرار عجيبة وأحوال عالية فبعضها يمكن شرحه وتقريره وبيانه وبعضها لا يمكن، ومن فوائده :

الأولى أن الرجل إذا قال : يا هو فكأنه يقول : من أنا حتى أعرفك وأنت مقدس عن علائق العقول والخيالات فلهذا السبب خاطبه العبد بخطاب الغائبين ؛ فقال : يا هو.

الثانية أن هذا اللفظ كما دل على إقرار العبد على نفسه بالدناءة والعدم ؛ ففيه أيضا دلالة على أن العبد أقر بأن كل ما سوى الله تعالى عدم محض ونفي صرف كما قال تعالى : (( كل شيء هالك إلا وجهه )).

الثالثة أن العبد متى ذكر الله بشيء من صفاته لم يكن مستغرقا في معرفة الله تعالى ؛ لأنه إذا قال : يا رحمن ؛ فحينئذ يتذكر رحمته فيميل طبعه إلى طلبها ؛ فيكون طالبا للحصة وقس عليه سائر الأسماء أما إذا قال : يا هو ؛ فإنه يعرف أنه هو وهذا الذكر لا يدل على شيء غيره البتة فحينئذ يحصل في قلبه نور ذكره.

الرابعة عندما يقول العبد : يا هو كأنه يقول : أجل حضرتك أن أمدحك وأثني عليك بسلب نقائص المخلوقات عنك أو بإسناد كمالات المخلوقات إليك فإن كمالك أعلى وجلالك أعظم بل لا أمدحك ولا أثني عليك إلا بهويتك من حيث هي ولا أزيد على قولي : هو ؛ ليكون إقرارا بأنه هو الممدوح لذاته بذاته ويكون إقرارا بأن حضرته أعلى وأجل من أن يناسبه حضور المخلوقات.

الخامسة المواظبة على هذا الذكر تفيد الشوق إلى الله والشوق إلى الله ألذ المقامات وأكثرها بهجة وسعادة. إنما قلنا : أن المواظبة على هذا الذكر تورث الشوق إلى الله ؛ وذلك لأن كلمة هو ضمير الغائب إذا ذكر العبد هذه الكلمة علم أنه غائب عن الحق.

السادسة قولنا في الحق سبحانه وتعالى يا هو هذا تصور محض ثم إن هذا التصور تصور لحقيقة منزهة عن جميع جهات التركيب والكثرة فكان قولنا يا هو نهاية في التوحيد وهو أعظم المقامات.

السابعة قول الذاكر يا هو توجيه لحدقة العقل والروح إلى الحضرة القدسية على رجاء أنه ربما حصلت له تلك السعادة.

الثامنة إذا قال العبد يا هو وتجلى لعقله وروحه ذرة من نور جلال تلك الهوية وجب أن يستولي على قلبه الدهشة وعلى روحه الحيرة وعلى فكره الغفلة فيصير غائبا عن كل ما سوى تلك الهوية معزولا عن الالتفات إلى شيء سواها فلا يبقى معه في تلك الحالة إلا أن يقول بعقله هو وبلسانه هو.

التاسعة فالعبد يجعل همه مشغولا بذكره فقط ولسانه مشغولا بذكره فقط فإذا فعل العبد ذلك فهو برحمته يكفيه مهمات الدنيا والآخرة.

العاشرة العقل لا يمكنه الاشتغال بشيء حالة الاستغراق في العلم بشيء آخر فإذا وجه فكره إلى شيء يبقى معزولا عن غيره فكأن العبد يقول : كلما استحضرت في ذهني العلم بشيء فاتني في ذلك الوقت العلم بغيره فإذا كان هذا لازما فالأولى أن أجعل قلبي وفكري مشغولا بمعرفة أشرف المعلومات وأجعل لساني مشغولا بذكر أشرف المذكورات.

الحادية عشرة إذا قال العبد يا هو كان معناه خاليا عن الإشعار بالسؤال والطلب فوجب أن يكون قولنا هو أعظم الأذكار . ولنختم هذا الفصل بذكر شريف رأيته في بعض الكتب : ( يا هو يا من لا هو إلا هو يا أزل يا من هو الحي الذي لا يموت). ومن لطائف هذا الفصل أن الشيخ الغزالي رحمة الله عليه كان يقول : ( لا إله إلا الله توحيد العوام ولا إله إلا هو توحيد الخواص )، ولقد استحسنت هذا الكلام وقررته فإنه تعالى قال : (( ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو )). انتهى كلام الإمام فخر الدين الرازى من تفسيره (مفاتيح الغيب) بتصرف واختصار .

ثم اعلم أن لفظ (هو) ضمير يعود على مذكورٍ قبله وهذا المذكور إما أن يكون مصرَّحاً به باللفظ، وإما أن يكون معنوياً للمتكلم معلوماً لديه، فإذا علمت ذلك فإنه ليس فيما يحمله اللفظ (هو) إلا العود على المذكور لفظاً أو المذكور بالمعنى والقلب، والذاكرون بهذا اللفظ يستحضرون الحق تبارك وتعالى بجميع أسمائه وصفاته فيقولون هو هو يشيرون إلى أن الأمر كله منه وراجع إليه فهو (( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ))(( وهو القادر على كل شيء )) وهو.. وهو.. وهو..، فإذا ذكروا لفظة (هو) نووا به ذلك الاسم الضمير المشير إلى المستحضَر بقلوبهم وهو رب العباد جل جلاله وتعالى في علاه، وذلك كما تعلمه أمر متعلق باستحضار القلب واستغراق القلب باستحضار عظمة الرب جل جلاله وتعالى في علاه فهو معنى من جمعية الباطن على الحق تبارك وتعالى فيُشار إليه باسم الضمير (هو) من داخل الضمير الحاضر معه تبارك وتعالى.

إن الضمير هو قد اختلف أهل العلم فيه، هل هو من أسماء الله الحسنى أم لا؟

ذهب بعض أهل العلم إلى أنه من أسماء الله الحسنى واستدلوا بأشياء منها حديث الأسماء التسعة والتسعين فإنه مذكور في أولها وبما رواه الترمذي في جامعه قال : حدثنا علي بن خشرم حدثنا عيسى بن يونس عن عبيد الله بن أبي زياد القداح عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم وفاتحة آل عمران (( الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) ) قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح. ورواه أيضا أبو داود وابن ماجة والدارمي والطبراني وغيرهم ..ومحل الشاهد أن لفظ (هو) بعينه هو فقط الذي تكرر بعد كلمة الإثبات (لا إله إلا) في الآيتين معا المشار إليهما في الحديث. وإذا تقرر أن لفظ (هو) من أسماء الله الحسنى على قول من قال به من أهل العلم فلا أقل من أن تكون مسألة اجتهادية خلافية، ومسائل الاجتهاد ليست مما يسوغ الإنكار فيه والتعصب والتشدد

اللهم منك البدايه وإليك النهايه
{فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}

مشكور اخي الكريم على هذه الفائده جزاكم الله خير

» أسرار الفاتحة
» التجربة رقم(42)طلسم الإسم الإدريسي بطريقة القنبلة
» من أسرار البسملة ودعائها
» الاسم االعجيب زولان رقم (127)
» أسرار صلاة إزالة الموانع